عادل الجبير
عادل الجبير
-A +A
«عكاظ» (جدة)
السعودية دولة مركزية في العالم الإسلامي، ودولة نفطية ذات اقتصاد قوي، تتمتع بشبكة هائلة من العلاقات الدولية في الشرق والغرب، فضلا عن محوريتها كدولة «قبلة» للعالم الإسلامي، ولن نتحدث عن كثير من السمعة الدولية والعربية والإسلامية التي يتمتع به الحكم في المملكة العربية السعودية.

هذا الموقع والسمعة العالمية لدولة مثل السعودية، يتطلبان صناع سياسة خارجية من طراز الراحل الأمير سعود الفيصل، وكذلك تلميذه الدبلوماسي العريق عادل الجبير، الذي طالما ردد «أنه طالب في المدرسة الدبلوماسية» العريقة للراحل سعود الفيصل.. لذا وقع الاختيار لهذه الحقيبة الحيوية على الشاب الوزير عادل الجبير.


تسلم الشاب عادل الجبير موقع وزير الخارجية لأحد أبرز أهم الدول في العالم، في وقت أصبحت فيه الأحداث تفوق الحيز الزمني للتفكير والتخطيط ورسم سياسيات وإستراتيجيات، فيما تتحرك المنطقة جغرافيا واجتماعيا. هذا الظرف الدولي يجعل الدبلوماسية مقيدة أكثر، فتراكمات الأحداث تخطف الدول من غرف التخطيط إلى خط المواجهات.

الجبير لا يغيب عن المحافل الدولية، ليضع فيها بصمة السعودية وآراءها في كل ما يجري في العالم، ولعل الأزمة السورية كانت خير دليل على إظهار القدرات الدبلوماسية للوزير الجبير، وقد شهد على كل المحطات المفصلية في الأزمة السورية بدءا من جنيف إلى فينا1 وفينا2. وقد أكد الجبير في كل المراحل أن السياسة السعودية رقم صعب على المسرح الدولي، وهي قادرة على التموضع في كل الظروف والاتجاهات.

الحضور الدولي للجبير بات حديث الصحافة في الغرب والشرق، فالصحف الفرنسية وعلى رأسها «لوموند» لم تخف إعجابها بدينامية الوزير الجبير، الذي اعتبرته وجها شفافا للدبلوماسية السعودية. وقد حظي الجبير من خلال زياراته المتكررة بل والدائمة إلى المؤتمرات الأوروبية بالحفاوة والاحترام.

من يعلم كيف تتم صناعة السياسيات الغربية يعرف كيف يتموضع في دوائر صنع القرار السياسي الدولي، ولا يخفى على الجبير وهو ابن المدرسة الدبلوماسية في أمريكا، تلك التكتيكات لصناعة وجه حيوي للدبلوماسية السعودية، ولعل مراكز الدراسات «think tank» في الغرب هي أحد المطابخ الحيوية للسياسة الخارجية؛ لذا غالبا ما يحرص الوزير «اللماح» على الحضور في قلب هذه المراكز ويقيم الندوات ويجري الحوارات ليكون الحضور السعودي في كل مكان.

«العادل الجبير»؛ بات في الأوساط السياسية العربية والدولية ظاهرة في الحيوية والنشاط والخبرة والتخطيط، كل هذه المعطيات وهو لم يتجاوز

الـ«55 عاما». إذ باتت السياسة السعودية في العامين المنصرمين أكثر نشاطا وتأثيرا منذ تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في يناير 2015.